إمشوا بشكل منتظم... وتمتّعوا بصحّة مذهلة


أوصى أطبّاء الجراحة العامة في أميركا، الأسبوع الماضي، بممارسة نشاط واحد وَجدوه الأفضل على الإطلاق، مشيرين إلى قدرته على خَفض مخاطر البدانة والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية... إنه المشي. فما هي أبرز خصائصه التي دفعت الأطبّاء إلى وصفه للجميع من دون استثناء؟ يُجمِع الأطباء وخبراء الصحة على أنّ المشي آمِن بما فيه الكفاية كي يمارسه الجميع، فضلاً عن أنه فعّال جداً للوقوف في وجه الأمراض، والحفاظ على وزن صحّي، والسيطرة على الوجع الناتِج عن مرض مُزمن.

وفي حين يُنصَح الأشخاص البالغين بممارسة 150 دقيقة على الأقلّ من أيّ نشاط بدني في الأسبوع، أي 30 دقيقة لخمس مرّات أسبوعياً، تبيّن أنّ نسبة كبيرة منهم لا يستجيبون لهذه المعايير. ولتشجيعكم على إيلاء الأهمية اللازمة للمشي، سنعرض لكم أهمّ الأسباب التي ستدفعكم حتماً إلى عدم الاستهتار بهذه الرياضة بعد اليوم:

تقليص معدّل البدانة
إستناداً إلى دراسة أجريت عام 2009، تبيّن أنّ الأشخاص الذين يتوجّهون إلى مراكز عملهم سيراً على الأقدام ينخفض لديهم خطر التعرّض للبدانة. لكن كم من الوقت يجب المشي؟ وجد بحث نُشر عام 2015 أنّ المشي فقط لعشرين دقيقة في اليوم قد يخفّض خطر الموت المُبكر بنسبة 30 في المئة، وبحسب "Mayo Clinic" فإنّ 30 دقيقة من المشي يومياً تحرق نحو 150 كالوري، ما يساعد على خسارة الوزن ومكافحة البدانة.

الوقاية من السكري
يساعد المشي على تنظيم مستويات السكر في الدم، الأمر الذي يُبقي معدّل الإنسولين منخفضاً ويحارب السكري. وفي الواقع، يساعد المشي لـ15 دقيقة، بعد كلّ وجبة غذائية، على ضبط السكر في الدم بنفس فاعلية المشي لـ45 دقيقة في اليوم، وفق دراسة صدرت عام 2013، ما سيُفيد كل شخص لا يحبّ القيام بحصّة طويلة من الرياضة.

تعزيز صحة القلب
قد تعتقدون أنّ الركض هو أفضل من المشي عندما يتعلّق الأمر بوَضع ترتيب للتمارين الرياضية الأفضل لكم، لكن اعلموا أنّ ذلك لا يشكّل بالضرورة القاعدة العامة، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بصحّة القلب والأوعية الدموية. فقد أظهرت دراسة أجريَت عام 2013 أنّ الأشخاص الذين يمشون بانتظام نفس عدد أميال نظرائهم الذين يركضون، يتمتّعون بتخفيضات مُماثلة في ارتفاع كلّ من ضغط الدمّ والكولسترول وأمراض القلب التاجية.

وفي حين أنّ المشي قد يستغرق ضعف المدة المطلوبة لتغطية المسافة التي يتمّ بلوغها أثناء الركض، إلّا أنه يُعتبر أكثر استدامة ويمكن للجميع التمسّك به مقارنةً بالركض، خصوصاً المبتدئين. وإذا كنتم تستطيعون التحدّث بشكل جيّد ومُريح أثناء المشي، فاعلموا إذاً أنّ قلوبكم تحصل على تمارين مُلائمة لها.

مُناسب لكل الأجسام
يُجمع الأطباء على أنّ المشي مفيد لكلّ الحالات، بما فيها الحمل والبدانة المفرطة والتهاب المفاصل. واللافت أنّ هذا النشاط قد يساعد أيضاً على تهدئة الوجع الناتج من المرض المُزمن، حتى إذا لزم الأمر بدايةً المَشي لدقيقتين فقط في اليوم.

تحسين المزاج والحماية من الكآبة
يُعدّ تحريك الجسم طريقة فعّالة لإفراز هرمون الإندورفين الذي يمنح الشعور بالسعادة. ولذلك، يُنصح بممارسة الرياضة عموماً والمشي خصوصاً للمساعدة على تحسين أعراض الكآبة الخفيفة إلى المعتدلة. وبيّنت دراسة أُجريت عام 2005 أنّ المشي السريع لـ35 دقيقة بمعدّل 5 مرات أسبوعياً أو لـ 60 دقيقة بمعدل 3 مرات أسبوعياً، يملك تأثيراً قوياً على إشارات الكآبة الخفيفة والمتوسطة الحدّية.

النوم بشكل أفضل
من المعلوم أنّ السفر يؤثّر سلباً في عملية النوم، لذلك يوصيكم الخبراء بالمشي في المدينة الجديدة لحظة وصولكم إليها. وتبيّن أنّ تعريض الجسم لأشعة الشمس والبقاء خارجاً حتى المساء يساعدان على إعادة ضبط هورمون الميلاتونين للمحيط الجديد والمنطقة الزمنية. ومع ارتفاع الميلاتونين، يزداد كذلك الشعور بالنعاس.

لا تنسوا أخيراً أنّ المشي غير مُكلِف! فأنتم لستم بحاجة للانضمام إلى أيّ ناد، أو ارتداء ملابس فاخرة أو حذاء معيّن أو حتى تَعلّم أصول تطبيق المشي. كلّ ما هو مطلوب منكم أن ترتدوا حذاءً مُريحاً، أمّا في ما يخصّ عدّاد الخطوات وسمّاعات الأذن وأجهزة تشغيل الموسيقى فهي ليست ضرورية على الإطلاق، ولكنها تجعل أوقات المشي أقلّ مللاً.

تعليقات