حقيقة صادمة: القُبلة قد تعرّض صحتكم للخطر!


نسمع كثيراً هذه الجملة سواءٌ في لبنان أو البلدان الأخرى: "فلانٌ أُصيب بالـ grippe وعَبِّت رواياه ميّ ومات". فما هي الحقيقة الطبّية الكامنة وراءَ هذه العبارة؟ وأهل تعلمون أنّ السبب هو البكتيريا الصامتة التي أودت بحياته؟ وأنّ قبلة بسيطة يتمّ خلالها تبادل اللعاب، تتسبّب بأمراض مزمنة وتهدّد الحياة؟

لدى رؤية أشخاص أصحّاء، موفوري الصحّة والحيوية، نظنّ أنه من غير الممكن أن يكونوا حاملي البكتيريا القاتلة، والتي قد يؤدّي نقلها من شخص لآخر الى أمراض مميتة، في حال لم يتمّ اكتشافها والقضاء عليها في الوقت المناسب.

ومن هذا المنطلق، حرصت الدكتورة شانتال عاصي، الإختصاصية في زراعة الخلايا الجذعية والأمراض الجرثومية وطبيبة الغذاء، على لفت الأنظار الى ضرورة إجراء الفحوصات الطبّية للطرفين قبل إقامة أيّ علاقة جنسية وذلك تجنّباً لتفشي الأمراض.

البكتيريا الصامتة... القاتلة

وتتوجَّه دكتورة عاصي الى جميع الأشخاص ولا سيما الناشطين جنسياً (تقصد الدكتورة بالناشط جنسياً، مَن لديه أيّ علاقة جنسية ولو مع شريك واحد) قائلة:

"هل تعلمون أنّ القبلة البسيطة التي يتخالط فيها لعاب الشريكين، أيْ القبلة الفرنسية البسيطة simple french kiss تعرِّض حياتكم لخطر التقاط أمراض كثيرة؟"

لذا تنصح د. عاصي النساء والرجال الناشطين جنسياً، إجراء فحوصات مرة في السنة، تتضمّن زراعة بول وزراعة للحوينات المنوية بالنسبة للرجال.

وتوصي السيدات بضرورة زراعة البول وزراعة الإفرازات المهبلية وذلك للتأكّد من وجود او عدم وجود البكتيريا الصامتة التالية:
- كلاميديا تراكوماتيس chlamydia trachomatis
- السيلان gonorrhea
- الميورة ureaplasma
- يوريا بلازما يورياليتكوم urea plasma urealiticum

وغيرها من البكتيريا الصامتة التي تختبئ في أنسجة الجسم الى حين يتسنّى لها الإنقضاض على حاضنها. وهي سبب مرض التهاب الحوض Pelvic inflammatory disease PID والعقم. كذلك تسبب الكلاميديا وغيرها من البكتيريا الصامتة التهاب قناتَي فالوب Fallopian tubes والرحم والتهاباً في الجهاز التناسلي العلوي Infection in the upper genetal Tract وقد يؤدي ذلك الى ضرر دائم في قناتَي فالوب والرحم والأنسجة المحيطة فتصاب المرأة بالعقم.

مراكز السيطرة على الأمراض

ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض Centers for Disease Control، CDC نحو 70 الى 80 في المئة من الأشخاص لديهم تلك البكتيريا الصامتة والتي يمكن أن تكون ناشطة أو صامتة من دون أعراض. وهناك 2.86 مليون إصابة وفي الولايات المتحدة تظهر 220 ألف إصابة سنوياً هذا ما عدا الدول الأخرى.

تجدر الإشارة الى أنّ معظم السيدات المصابات بتلك البكتيريا الصامتة لا تتجلّى عليهنّ أيّ أعراض وكذلك الرجال، الى أن تظهر فيُصاب المرء بإلتهاب الخصية المزمن أو تضخّم البروستات او التكيّس kyste أو التكلّس في البروستات. التكلّس كناية عن حصاة يُكشف عنها بالصورة الصوتية.

من أجل هذا السبب، تنصح الدكتورة عاصي أن يفحص الرجال والنساء أنفسهم سنوياً للكشف عن إمكان وجود البكتيريا الصامتة من خلال الفحوصات المذكورة أعلاه.

وتُلفت الى أنّ البكتيريا الصامتة هذه، تسبّب أحياناً الأمراض التالية:

عند الرجل:
- إلتهاب البروستات الحاد أو المزمن
- تضخّم البروستات
- داء ذات الرئة البكتيري Bacterial pneumonia وهنا تنوِّه د. عاصي أنه في لبنان وفي البلدان الأخرى يردِّدون المقولة التالية: "لقد أُصيب بالـ grippe (زكام او نزلة وافدة) وعبِّت رواياه ميّ ومات". والحقيقة، أنّ البكتيريا هي التي تسبّبت بالإلتهاب الرئوي الحاد وأدَّت الى سكتة قلبية لأنها تتفاعل من خلال أيّ نوع من الـ grippe.
- التهاب السحايا Meningitis
- يمكن أن تسبّب إلتهاب مجرى البول infection of the urethra وإهماله قد يؤدّي الى التهاب الكلى والعقم.

عند المرأة
الأمراض نفسها التي تصيب الرجل بالإضافة الىPID أيْ مرض التهاب الحوض pelvic inflammatory disease أو بالإمكان الإصابة بسرطان المبيض وعنق الرحم وإنسداد قناتَي فالوب والتهابهما.

كيفية انتقال عدوى البكتيريا الصامتة

تنتقل من خلال القبلة الفرنسية French Kiss والأمراض المنقولة جنسياً منها السفلس. وحتى الواقي الذكري لا يؤمِّن الحماية الكافية للطرفين لأنّ الـ french kiss وممارسة الجنس الفموي oral sex تنقلان البكتيريا الصامتة.

بكتيريا السرطان

هناك بكتيريا صامتة، تختبئ في الأنسجة وتؤدّي الى التهاب مزمن والذي يمكن أن يؤدّي الى ظهور سرطان القولون.

وهذه أمثلة عن بعض أنواع البكتيريا الصامتة والأمراض التي تنجم عنها. لذلك تشدِّد د. عاصي، على ضرورة إجراء الفحوصات سنوياً للوقاية من الأمراض وتجنّبها لكي لا تصبح مزمنة وهي تناشد وزارة الصحّة وزملاءها الأطباء العمل على الوقاية من الأمراض وتجنّبها وليس معالجة الأعراض. وتختتم قائلة: هناك مثل أميركي يقول: "الطبيب الماهر هو مَن يمنع ظهور المرض. الطبيب العادي هو مَن يعالج الأعراض".

تعليقات