القلق خلال فترة الحمل... وكيفية التغلّب عليه!


أكّدت دراسات علمية - نفسية أنّ حوالى 10 إلى 15 في المئة من السيدات الحوامل يعانين مشكلاتٍ نفسية أو إضطراباتٍ مزاجية مثل الإكتئاب والتوتر والقلق، خصوصاً إذا كان الحمل الأوّل لهنّ. فما هو سبب القلق خلال فترة الحمل التي يجب أن تتميّز بالفرح والسعادة والحماسة؟ وكيف يمكن للأم أن تخفّف من القلق؟تعاني كلّ حامل من مخاوف تقلقها بعض الشيء. وطبعاً، لا تندرج هذه المخاوف ضمن المشكلات النفسية لأنها ليست سوى مشاعر وأحاسيس تمرّ بها كلّ امرأة في حملها، تنتج عن بعض التغيّرات الجسدية والهورمونية.

ولكن في بعض الأحيان، تزيد تساؤلات الحامل من خوفها إلى درجة أنّها تُفقدها السيطرة على تصرّفاتها أو أفكارها. ويظهر القلق كردّة فعل تجاه هذه "التساؤلات" التي لا تكون عادة مرتبطة بالواقع.

ومن تلك التساؤلات نذكر: هل سأكون أمّاً مثالية؟ هل سيحبّني ولدي؟ هل سأحبه؟ ماذا لو لم تكن الولادة طبيعية؟ ماذا لو عانيت من مشكلات خلال حملي؟... وبعض الأحيان تؤثّر مستويات القلق المرتفعة في الجنين إذ إنّ هورمون الكورتيزول أيْ هورمون التوتّر يؤثر في نموّه.

القلق والحمل
من المعروف أنّ القلق شعور طبيعي خلال الحمل، ينتج عن الأفكار السلبية التي يمكن أن تستحوذ على عقل المرأة الحامل. كذلك، فإنّ الخوف من مرحلة الحمل والخوف على الجنين وغيرها من المشاعر كلها تزيد من القلق الذي يؤدّي بدوره إلى ظهور عوارض جسدية كثيرة منها: ضيق التنفس، صعوبة في النوم، سرعة في دقات القلب... وطبعاً هناك بعض العوارض النفسية التي يمكن أن ترافق حالَ القلق كصعوبة في التركيز، الشعور الدائم بعدم الراحة، فقدان الإهتمام بالذات وصولاً ربما إلى حدّ الإكتئاب (وطبعاً تتفاوت الحالات بحسب كلّ شخص ومشكلاته العائلية ونمط عيشه والبيئة الحاضنة له).

وتستعين المرأة بطرق عدّة للتخفيف من توترها مثال، القراءة والتحدث مع الطفل الذي لم يولد بعد، إذ يسمع الطفل صوت أمه ويميّزه عن الاصوات الأخرى منذ الأسبوع 23 من الحمل. ويعتبر الاختصاصيون النفسيون أنّ هذه الطريقة في بناء العلاقة المبكرة بين الام والطفل تساعد في تعزيز الارتباط أكثر.

كيف يمكن للأم الحامل الحدّ من القلق؟
اهتمّت دراسات علمية كثيرة بدراسة وضع المرأة الحامل في عصرنا الذي يتميّز بالقلق المُفرَط الذي نعيشه يومياً. وحرصت هذه الدراسات على توجيه نصائح مهمّة للمرأة التي تنتظر مولوداً، منها:

1- تخصيص وقت بين نصف الساعة والساعة للإسترخاء يومياً. ويتمّ الإسترخاء عادةً في غرفة تتميّز بإنارة خفيفة، وحرارة معتدلة. تستلقي المرأة الحامل على "سجادة" خاصة وتضع موسيقى هادئة وتستمع إليها وهي تتنفس بشكلٍ بطيء ومنتظم. كذلك، فإنّ الإستحمام بماء دافئ مفيدٌ جداً في عملية الإسترخاء.

2- الرياضة الخفيفة التي تساعد المرأة في تخفيف نسبة القلق لديها. وطبعاً هنا لا نتكلم عن رياضة عنيفة تؤذي الجنين أو تؤذي الحامل، بل نعني الرياضة "البسيطة" مثلاً الهرولة أو المشي كلّ يوم لمدة 15 إلى 20 دقيقة. وطبعاً إستشارة الطبيب أساسية في هذه المرحلة.

كما أنّ التغذية السليمة والتوازن يلعبان دوراً أساساً في هذه المرحلة لضمان نموّ الجسم والذهن ولا يجب نسيان «شرب الماء». والإبتعاد من التدخين والكحول لأنها تؤذي الجنين والأم على حدٍّ سواء. كما الإبتعاد من تناول المنبّهات كالقهوة والشاي وغيرها من المشروبات التي تسبّب الأرق.

3- ممارسة النشاط الذي إعتادت عليه السيدة الحامل. وطبعاً عدم تغيير أيّ من النشاطات السابقة التي كانت تمارسها قبل الحمل لأنّ ذلك يؤدّي إلى الشعور بالعجز والإنزعاج.

4- تحضير لائحة بالأسئلة أو بالمخاوف التي تقلق المرأة الحامل وطرحها على الطبيب المختصّ، الذي سيفسّر لها بطريقة علمية ومنطقية كلّ ما يتعلّق بآلام المخاض والعملية القيصرية (إذا كانت محبَّذة أكثر من الولادة الطبيعية). كما يمكن للطبيب أن يجاوب على أسئلتها التربوية أيضاً ككيفية حمل الطفل المولود أو طريقة تغيير الحفاضات أو كيفية إعطائه الحليب (الرضاعة)...

5- النوم المنتظم مهمّ جداً خلال فترة الحمل، فهو ينمّي الجنين كما يساعد المرأة الحامل على تحقيق التوازن والهدوء. ومن هنا ضرورة الإبتعاد من الجهد والتعب واللجوء إلى النوم المبكر.

6- إيجاد النقاط الإيجابية في الحياة اليومية، والتفكير بطريقة سليمة حتى خلال مواجهة المشكلات الروتينية اليومية. والتعامل بطريقة مرنة مع الآخرين.

7- التحدّث مع الزوج والطبيب ومع أحد من أفراد العائلة عن كلّ المخاوف والمخاطر التي تشعر بها الحامل. فعندما تتحدث المرأة عن مخاوفها، سينخفض مستوى قلقها وبالتالي ستتمكن من السيطرة على أفكارها.

8- طلب المساعدة من الزوج أو من أحد أفراد العائلة إذا كان هناك حاجة لذلك، كالتسوّق أو القيام بالاعمال المنزلية. ولكن يجب أنْ لا يزيد عن الحدّ لأنّ كلّ إنسان لديه مشاغله وأعماله.

9- التحضّر للأمومة وتحضير الزوج للأبوّة خصوصاً إذا كان المولود الأول. كما يجب الإنتباه للإسم الذي سيختاره الأب والام، فإختيار الإسم مهم جداً لأنه سيطبع شخصية الطفل وسيحمله لمدى عمره.

وطبعاً إذا إستمرّ القلق لفترة طويلة، على الرغم من تطبيق هذه النصائح، يجب أخذ رأي الاختصاصي النفسي في هذا الموضوع الذي سيساعد المرأة الحامل على تخطّي مشكلاتها بشكلٍ إيجابي.

تعليقات